مرض العصر، أو ما يعرف بالقاتل الصامت، يجتاح العالم العربي. هذه الجملة ليست من قبيل المبالغة اللفظية ولكنها حقيقة علمية أثبتتها دراسات طبية.
تحتل الدول العربية ستة مراكز متقدمة ضمن أكثر دول العالم في نسب الإصابة بالسكري
فست دول عربية احتلت ستة مراكز متقدمة ضمن قائمة تضم أكثر عشر دول في العالم فيها نسب عالية للإصابة بمرض السكري، وفق الطبعة الثالثة من أطلس مرض السكري الذي تعده المنظمة الدولية لمرض السكري.
وقد احتلت دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الثانية على مستوى العالم فيما كانت السعودية هي صاحبة المركز الثالث، وتلتها كل دول الخليج فيما عدا قطر.
ويقول الدكتور بدر المطير، استشاري مرض السكري في مستشفى الحرس الوطني في السعودية، لبي بي سي العربية إن قطر قد تكون هي صاحبة المركز الثاني على مستوى العالم متقدمة بذلك على الإمارات والسعودية ولكن السبب في عدم ذكرها هو عدم توافر الإحصاءات الدقيقة حول أعداد المرضى بها خلال إعداد هذه القائمة.
أسباب وجود المرض في الخليج
لكن الدكتور بدر المطير ذكر أهم الأسباب التي قد تكون وراء وجود هذه النسب العالية لمرض السكري في الدول العربية وتحديدا دول الخليج.
قال الدكتور بدر إن هناك ثلاثة أسباب رئيسية للإصابة بالسكري بشكل عام وهي الوراثة وقلة النشاط البدني وزيادة الأكل وبالتالي زيادة الوزن، وتزيد هذه الأسباب في منطقة الخليج نتيجة نمط الحياة السهل والتأثر بعادات الأكل الغربية مثل الوجبات السريعة.
وضرب الدكتور بدر مثالا لذلك. "فهناك دراسة أشارت إلى أن السعوديين كانوا يأخذون 70 في المئة فقط من الاحتياج اليومي للبروتين، أما اليوم فإنهم يأخذون 250 في المئة من احتياجهم اليومي من البروتين، وما ينطبق على السعودية ينطبق على بقية دول الخليج."
هذه الأسباب أكدتها لبي بي سي العربية الدكتورة مارلين نينو، إخصائية مرض السكري لدى الأطفال في الأردن، حيث قالت إن مرض السكري من النوع الثاني (وهو المكتسب وليس الوراثي الذي يعرف بالنوع الأول) منتشر لدى البالغين في الدول العربية أكثر من الأطفال نتيجة العادات الغذائية الخاطئة وأن زيادة نسبة الأطفال لدى السكري بدأت بسبب الترف وقلة الحركة ونوعية التغذية في المدارس والتي لا تخرج عن العصائر والمشروبات الغازية.